27 مارس 2008
ألكسندرا سابرودر:
مذكرات آن فرانك هي المذكرات الأولى التي تم نشرها. وكان صوتها ضخما جدا إلى حد أنه استولى على كل أصوات الصغار والناس الذين قُتلوا. عند قراءة مذكراتها وضمها إلى قلوبنا استطعنا أن نحييها من جديد. وهذا شيء عجيب بالنسبة لي.
وجمعت تلك المذكرات. جمعت هذه المذكرات كمصدر أساسي. وتقول هذه المذكرات: "نحن لسنا مؤيدي انتصار الروح البشرية. نحن جئنا لشيء آخر, لشيء بسيط كبقعة في الأرض".
إذا تنتهي حياة, فنتحصل على 20 أو 30 أو 50 أو 100 صفحة, هذه ليست حياة. إن هذه الصفحات هي جزء من حياة, ولنسميها هكذا.
دانيل جرين:
في سنة 1992 بدأت ألكسندرا سابرودر بجمع مذكرات يومية كتبها الأطفال الذين عاشوا خلال وقت الإبادة الجماعية. نشرت تلك المذكرات في كتابها "سالفايجد بايجس". وتظهر أجوبت وردود فعل الصغار الذين واجهوا تلك الأشياء المرعبة. تحتوي هذه المذكرات على أمل ويأس أولئك الأطفال.
مرحباً بكم بأصوات حول معاداة السامية, سلسلات بودكاست لمتحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة أمكنتها مؤسسة أولفر وألزابيت ستانتون. أنا دانيل جرين. نقوم كل أسبوع باستدعاء ضيف لنلفت النظر للطرق العديدة التي تؤثر على عالمنا اليوم من معاداة السامية والكره. أقدم لكم ناشرة كتاب "سالفايجد بايجس", ألكسندرا سابرودر.
ألكسندرا سابرودر:
هذه يوميات من 11 يونيو 1944 كتبها ولد مجهول بالحي اليهودي بلودش:
"إنني أستمروا في الأمل والحلم. آمل أن أنجو وأن تكون لي سمعة كبيرة لكي أحكي للعالم ولكي أؤدب وأشكي, تبدو لي هذه الأشياء في هذا الوقت بعيدة وضئيلة, ولكن من يدري؟ أتمنى أن أحكي قصتي للعالم ولكن هل سأتمكن من ذلك؟ هل يقدر شكسبير على هذا؟ وهل أقدر أنا؟ أنا؟ الطفل الصغير الذي فخور بفهم شكسبير."
إنها ليوميات جميلة جدا. إدراكه بحدوده البشرية في تلك الظروف, إنه لشيء رائع. ويحكي عن الأشياء المرعبة حوله.
اليوميات التالية تخاطب الألمان, 15 يوليو 1944:
"حقا! إن القتل العشوائي والاستمرار في هذه الحرب لا يقدر أحد أن يقوم بهذه الأشياء إلا أولئك البروسيين الفظيعيين والبخلاء والمفسدين الذين ليس لهم أي شعور إنسانية أو عقول. مصاصون الدماء, أسماك القرش, القراصنة, السفاحون. إلي أي فصيلة ضارة ومبهمة تنتمون؟"
إن آن فرانك أصبحت مقدسة. ولأسباب مختلفة فإن هذه اليوميات أصبحت نسخة مقابلة ليوميات آن فرانك لأنها لا تحتوي على تلك النوعية المقدسة.
وُصفت آن فرانك كشخص مفعم بالأمل, وأملها للعيش وللإنسانية شيء من الأخلاق الحسنة. نحن بوصفنا بشر مفعمين بالأمل, وإذ فقدنا أملنا فنحن نخون أنفسنا. والشيء الذي وجدته في هذه اليوميات هو الأمل في ظروف يأسة. والعجز الذي هو عكس الأمل يؤدي إلى معاناة.
وهذه هي يوميا كتبتها طفلة مجهولة في يوم الخميس 5 مارس 1942 بالحي اليهودي بلودش:
"لقد عاد فصل الشتاء. والريح الباردة والجامدة تهب بقوة. لقد انتهى النفي لمدة أيام قليلة فقط لأن لا توجد هناك عربات لنفي الأشخاص. واشتد الجوع... ذهبت في الصباح إلى البقال بأعطاني ثلاثة كيلوغراما من اللفت لمقابل بطاقة واحدة من بطاقات التموين. إنها لقليلة جدا. رائحتها كريهة وتنتشر بسرعة. وتجمد اللفت مرات عديدة. ليس لي شيئا أتناوله للعشاء. قضيت اليوم كله وأنا أبحث عن طعام. في المساء على الأقل اشتريت نصف كيلوغراما من الدقيق بعشرين مارك. ولكن تحتاج لآلاف وملايين من المارك لشراء أي شيء, وهكذا يستحيل العيش."
هل تعرف ماذا أردت دائما أن أقول عن يوميات آن فرانك؟ فعلا, كانت تأمل أحيانا وتعجز أحيانا. وعند فقدانها الأمل كانت تكتب وتعبر عن السحابة السوداء التي تلوح في الغرفة (عند نهاية اليوميات). أعتقد أن هذا العجز يحتاج إلى عطفنا...
... ليس احتفالا مغرورا بإجابية البشر, بل لنفهم أن هناك شخصا الذي شعر بأسوأ لحضات حياته في ذلك الوقت حيث يفقد أمله بإيجاد حل لوضعيته.
ونجد نوعين من الأمل في هذه اليوميات. الأول هو الأمل المعروف, يعني الأمل الفردي للبقاء على قيد الحياة ـ الأمل بأن ظروف كاتب تلك اليوميات سوف تتحسن وبالباقاء على قيد الحياة.
والأمل الآخر هو الذي اكتشفت عليه بفضل اليوميات التي سأقرأها الآن.
كُتبت من قبل إمرأة اسمها ألسا بندر بالحي اليهودي ستانيسلافوف في يوم الجمعة 30 يناير 1942:
"عندما يخرج الخوف مساءا من الأركان الأربعة, عندما تحدثك الريح في الخراج وتخبرك أن فصل الشتاء قد قدم وتقول لك أنه من الصعيب العيش في فصل الشتاء, عندما ترتعد روحي عند رؤية الأوهام البعيدة, حينئذ ارتعش وأقول كلمة واحدة مع كل نبضة قلب وجزء من روحي ـ التحرير. في أوقات كهذا لا يهمني من أين سيأتي التحرير ومن سيقوم به, طالما يأتي عاجلا وبسرعة. بدأت نفسي تشك. السكوت! بارك الله في الشخص الذي يأتي بأخبار جيدة ولايهمني من أين أو إلى أين. الزمن الذي يصاحبه التحرير وجهل ما سيتحسن في الغد, ربما ليس لي ولكن لأشخاص مثلي. إن النتيجة مؤكدة. سوف ينتهي كل شيء وسيأتي فصل الربيع."
وهذا بالنسبة لي نوع آخر من الأمل. إنها لا تأمل لنفسها أو لعالئلتها ولكن للعالم كله. تحلم بعالم أحسن وأعدل.
إن أولئك الكتاب الصغار يتأرجحون بين الأمل والعجز, وإنهم يكافحون من أجل الأمل ويبحثون عن أسباب للأمل. هل يعتبر هذا الشيء من الشجاعة؟ نعم!