Skip to main content

تغطية للهولوكوست من صحف عربية Browse

الأهرام ٢٩ مارس ١٩٣٣

الأهرام ٢٩ مارس ١٩٣٣

شغلت حملات الاضطهاد النازي لليهود الألمان الرأي العام المصري، وقد تفاعل المجتمع اليهودي المصري مع تلك الاحداث. المزيد فى هذا المقال


نسخة كاملة مكتوبة

اليهود في مصر وحوادث المانيا

احتجاج وزير المانيا على جريدة يهودية

حادث المحامي والرابطة اليهودية

ذكرت (الاهرام) تفصيلات وافية عن رابطة الدفاع عن اليهود التي قام بتكوينها بعض اقطاب هذه الجالية في مساء السبت الماضي وان هذه الرابطة والت اجتماعاتها في صباح يوم الاحد. واتينا ايضًا علي تفصيلات الشجار الذي نشب بين احد المحامين اليهود لدي المحاكم المختلطة وبين القائم باعمال احدي مفوضيات دول اوروبا الوسطى في مساء يوم السبت الماضي نفسه بمحل صولت عقب عبارات تفوه بها الاخير واعتبرها المحامي ماسة بابناء طائفته

ونقول اليوم ان الاستاذ ليون كاسترو الذي انتخب رئيسا لهذه الرابطة سافر امس الى مدينة الاسكندرية وألف رابطة اخرى هناك اسندت اليها رياستها وناب عنه في هذه الرياسة بالاسكندرية المسيو الفريد كوهين. وسيزور الاستاذ كاسترو صباح اليوم صاحب السعادة وزير الداخلية للغرض نفسه وفي المساء تعقد رابطة الدفاع عن اليهود اجتماعا اخر فى محل (جود دولية) لمولاة البحث

واما فيما يتعلق بالشجار الذي كان بين المحامي و القائم باعمال احدي المفوضيات فقد علمنا ان الاول منهما زار صاحب السيادة الحاخام الاكبر في صباح امس لاستطلاع نتيجة بحث الجالية فيه فابلغه سيادة الحاخام ان المسألة لاتزال قيد البحث وعلما ايضا ان الاستاذ ليون كاسترو يزور في صباح اليوم هذه المفوضية لمقابلة القائم باعمالها و التفاهم معه بشأن الخلاف الذي نشب بينه وبين المحامي

وفي مساء امس الاول اصدرت جريدة (لورور) اليهودية ملحقاً شديد اللهجة تضمن بيانات عدة عن الحركة الهتلرية و الحركة المضادة لها في امريكا واعلانات بالحرف الكبير موجة لافراد الجالية اليهودية. وقد وجد سعادة وزير المانيا المفوض في هذا الملحق ما يستدعي الاحتجاج فتوجه جنابه امس الى وزارة الخارجية و قدم احتجاجا عليه.

وتلقينا امس البلاغ الاتي:

ان اللجنة التنفيذية للعصبة المؤلفة من جميع المعاهد والجمعيات اليهودية بالقاهرة تدعو يهود مصر الي الاشتراك فى اجتماع الاحتجاج الذي يعقد يوم الاربعاء (اليوم) الساعة التاسعة مساء فى مركز جمعية قطرة الدين بشارع سليمان باشا

من اللجنة- الرئيس:

ليون كاسترو

في الاسكندرية

الاسكندرية 28 مارس --لمراسل الاهرام الخاص— استفزت حوداث برلين الاخيرة الطائفة اليهودية فى مصر فقام رجالها يبحثون فيما ينبغي اجراؤه لاظهار عطفهم على اخوانهم يهود المانيا فكان الاجتماع الذي عقدوه يوم السبت في القاهرة. وسيعقدون في مساء الخميس القادم اجتماعاً مثله في قاعة المحاضرات بدار المدارس الاسرائيلية في الاسكندرية واول ما خطر لتجارهم اجراؤه مقاطعة البضائع الالمانية. وقد اخبرنا احد كبار تجار المجوهرات الاسرائيليين ان كثيرين من تجارهم يستوردون مصوغات مختلفة من المانيا فكفوا عن الاستيراد ومنهم من ارسلوا برقيات يطلبون الغاء مما سبق لهم طلبه من البضائع وقد باحثا احد كبار الالمان في الموضوع فقال انه يأسف لحدوث هذه الحركة ولكنه يثق بان اليهود الالمان لا يضامون وان الحاله الحاضرة وقتية يشتد فيها هياج الافكار ولكن الامور لاتلبث ان تعود الى مجاريها

وسالناه عن رأيه في حركة المقاطعة فقال هذا ايضاً له تأثير الحركة العصيبة الوقتية ولايلبث ان يزول ولا سيما ان كثيرين من الالمان الذين يصدرون مصوغات وبضائع مختلفة الى مصر هم من اليهود انفسهم. واشار الى حسن سياسة يهود انجلترا فى هذا الموقف ولاحظ احد رجال الاعمال ان الالمان لم يعرفوا قبل الآن بمقاومة اليهودية او كرهها فلابد ان سيكون للحركة الحاضرة سبب يشتق من ظروف المانيا السياسية كان يكون الغرض من احداث الاضطراب الفكري اعادة اسرة هرهنرولرن الى العرش و احياء الحكم الامبراطوري.

ومهما يكون من الامر فاننا نرجو ان يغلب التفائل على التشاؤم وتكون النتيجة ابسط مما يظن

بلاغ من المفوضية الالمانية

ان التصريحات الرسمية التي أدلت بها حكومة الريخ الالماني ورددها امس وزير خارجية الريخ، الهر فون نوبرات والتي اكدتها الى جانب ذلك الجمعية المركزية للمواطنين الالمان الاسرائيليين تاكيدا جازما—هذة التصريحات لا تدع مجالا للشك في ان كافة ما ذاع في بلاد بعينها عن فظائع زعموا انها ارتكبت مع اليهود في المانيا وهو ما قلقت له الخواطر هنا في مصر ايضا اشفاقا علي مصير اليهود الالمان. انما هو افتراء محض لاظل له من الحقيقة اما ما وقع في بدء الانقلاب من اعتداءات فردية سواء منها ما اصاب اليهود وما وجه الى غير اليهود من الملل الاخرى فقد كان عقابه أقصى ما يفرضه القانون فالمانيا اليوم يسودها الهدوء والنظام

 القاهرة في ٢٨ مارس سنة  ١٩٣٣

هذا المقال يستعرض ردود الافعال حول اضطهاد النازي لليهود في ألمانيا. حيث أثار ذلك حفيظة المجتمع اليهودي المصري وسعي القادة اليهود المصريين في ايجاد وسيلة مناسبة للتعبير عن تضامنهم مع يهود المانيا. كانت اول ردة فعل هي مقاطعة البضائع الالمانية.

توضح المقالة ايضاً محاولة النظام النازي تضليل الرأى العام بأدعائه ان حوادث الاعتداء علي اليهود عبارة عن حوادث فردية وان المعتدين تم محاسبتهم.