السابق: الأهرام ١٤ نوفمبر ١٩٣٨، الجزء الاول التالى: الأهرام ٤ مايو ١٩٤١
ازدياد فى معدل الاضطهاد وشحن عام ضد اليهود
اضطهاد اليهود في المانيا
القبض على عشرة آلاف يهودي واعتقالهم
الحالة في المدن اشد منها في برلين
برلين في 13 نوفمبر – لمراسل الاهرام الخاص— يسود جزع حقيقي بين السكان اليهود في المانيا بسبب الحوادث التى وقعت خلال الايام القليلة الماضية. فقد قبض علي عشرة الاف يهودي، اكثرهم من الرجال، في برلين والمدن الاخري، وسبقوا على عجل الى اماكن الاعتقال
الوف من اليهود يجهرون منازلهم ويخرجون الى الغابات
وقد غادر الوف من اليهود بيوتهم في برلين، خوف الاعتقال، واخذوا يهيمون على وجوههم من مكان الى مكان، يزورون اصدقائهم ويطلبون مأوي عندهم. بل يقال ان بعضهم ينام في الغابات المحيطة ببرلين. وتدل الانباء الواردة من المدن الصغيرة على ان الاجراءات التى اتخذت فيها ضد اليهود هى اشد عنفا من الاجراءات المتخذة في برلين وغيرها من المدن الكبيرة فبدلا من ان تقوم جماعات قليلة من المشاغبين باحداث الخسائر طلب الى جميع السكان ان يظهروا كراهيتهم لليهود
دعوة الشعب الى اظهار كرهه لهم
وقد نشرت احدى الصحف الاقليمية اعلانا استغرق نصف صفحة جاء فية :-
"اشترك في المظاهرات ضد اليهود السفاكين اليوم. والسكان كلهم مدعوون للاشتراك في هذه المظاهرات التى يجب ان لا يتخلف عنها مواطن واحد. ولن يتخلف عن الاشتراك فيها سوى الذين يؤيدون هؤلاء السفاكين. ايها المواطنون اعلنوا احتقاركم لهؤلاء اليهود القتلة الانذال الذين قتلوا الهر فون راث لغير سبب سوى انه الماني. الخ الخ"
اقتحام دور اليهود في بعض المدن واحراقها
وفي المدن الصغيرة اقتحم الغوغاء دور اليهود، وبخاصة الاطباء ، ورجال المهن المختلفة والقوا كل اثاثها في الشوارع حيث احرقوها . ولم يصل رجال المطافى في اكثر الحالات ويعملون على اطفاء النار، الا حيث كان يخشي ان يمتد اللهب الى الدور المجاورة
وحدث كثيرا ان طرد الرجال والنساء اليهود من بيوتهم من غير ان تترك لهم فرصة لبس ثيابهم. ولما عادوا اليها وجدوا الغوغاء قد احرقوا كل ما يمتلكون
كيف يدفعون مبلغ التعويض المفروض عليهم
برلين في 13 نوفمبر – لمراسل الاهرام الخاص – يقدر نصيب كل يهودي في التعويض الذى فرض عليهم وقدره مليار مارك، بنحو 1700 مارك او 136 جنيها ولا يستثني منهم النساء ولا الاطفال والمرضي والمتقدمون في السن، و الواقع ان جزء كبيرا من اليهود ليس غنيا، فان كثيرين منهم يمتلكون متاجر صغيرة وقد حطمت الان متاجرهم ومكاتب اعمالهم ثم انه لن يسمح لهم ابتداء من اول يناير المقبل بمزاولة اعمالهم ولاريب انهم سيعجزون عن ايجاد اعمال جديدة خلال هذة الفترو اما الذين اوفر من هؤلاء غني كالاطباء والمحامين واصحاب البنوك فلن يسمح يسمح لهم بمزاولة اعمالهم في المستقبل وبذلك ينضب معين ايراداتهم
و المفهوم ان عددا كبيرا من اليهود قد سيقوا الى اماكن الاعتقال وعلى ذلك لن يكون في استطاعتهم الذهاب باشخاصهم الا حيث يدفعون نصيبهم من التعويضات وبهذه المناسبة يقال في برلين ان ثمة مبالغ مجموعة على حساب اللاجئين من اليهود ففي استطاعة الحكومة سحب هذة الاموال ومصادرتها من البنوك
وهناك ورطة اخري وهي الامر الذي صدر بان يصلح اليهود كل ما اصاب ممتلكاتهم من التلف اثناء غضبة الشعب ولاريب في ان هذا الامر وحده يفرض عليهم عبئا ماليا ضخماً
الدكتور جوبلز يتحدث عن مشكلة اليهود
والمانيا لا يهمها ما تفعلة انجلترا او ما لا تفعله
لندن في 13 نوفمبر – اذاع رويتر مساء امسحديثا افضى به الدكتور جوبلز وزير الريخ الى المستر جوردون يونج ومما قاله __ ان المانيا لايهمها فقط ما تفعله انجلترا او مالاتفعله في المسـألة اليهودية ، فليس لموقف انجلترا اى اهتمام للطريقة التى تحل بها المانيا هذه المشكلة
التدابير الجديدة وطريقة تنفيذها
وقد نشرت اليوم المراسيم الاولي ضد اليهود فسيفرض عليهم عليهم مبلغ المليار في شكل ضرائب ويبلغ مجموع ما يملكه اليهود في المانيا نحو 8 مليارات مارك ، اما التدابير التى ستوضع بعد الان فهي من نوع اقتصادى وثقافي ،ولا تريد المانيا ان تقضي على اليهود من الناحية الثقافية فلهم تنمية ثقافتهم الخاصة وقد فتحت اليوم الجمعية الثقافية اليهودية في المانيا بعد ما كانت قد اقفلت ثلاثة ايام، وتريد المانيا ان نضع فاصلا جليا بين المانيا و اليهود ولليهود ان ينظموا جمعيتهم اليهودية للمساعدة الشتوية بدون ان تاخذ المانيا اى قرش منها، على ان يظهر غني اليهود في المانيا مجهول في الخارج فامر حل المشكلة اليهودية بالقوانين الجديدة يتوقف على اليهود وعلي ما يظهرونه من الاستعداد لقبول المركز الذى خصص لهم في الحياه العامة ولمعرفة مركز العنصر الاجنبي المشهور بعدائه للشعب الالماني، واذا حاول اليهود مرة اخرى ان يتملصوا من القانون فلابد لنا من اصدار قوانين اخرى لمنع كل تملص ولا تطبق القوانين الجديدة على اليهود الاجانب فهم يعتبرون رعايا اجانب وليست النيه متجهة الى اكراه اليهود على السكن في احياء خصوصية ففي وسعهم ان يظلوا حيث هم ولكن لابد من اصدار تدابير ترمي الى وضع حد لحاله لا تطاق وهي سكن عائلات يهودية تتألف من شخصين او ثلاثة في شقة تحتوي على 20 غرفة مع انه لا يوجد شقق كافية للاهالى الالمان
الانذار بتدابير اخرى اشد من التدابير الحالية
وفي وسع اليهود ان يشغلوا مراكز معينة ولكن ينبغى ان لا تكون هذه المراكز في الحياة الثقافية او في الجيش او في الحياه الاقتصادية العامة ولهم ان يبيعوا مخازنهم وان يعيشوا من دخل اموالهم ولكنهم اذا ظلوا يستفزون الالمان فستصدر تدابير اخري أشد وطأة من التدابير الحالية واذا وصل اليهود الاجانب حملتهم ضد المانيا فانهم يخدمون اليهود الالمان اسوا خدمة، وليس صحيحا ان جوازات السفر اخذت من اليهود فهذه الجوازات تعطي لهم في الوقت المناسب لان المانيا يهمها ان يغادر اليهود الريخ ولهم ضمن نطاق القانون الخاص بالعملة الاجنبية ان ينقلوا معهم نسبة معينة مما يمتلكونه من المال، ولاشك اتن راس المال البريطاني في المانيا سيظل محترما ومن المستحب ان تلزم الجرائد الانجليزية بازاء مسائل المانيا الداخلية مثل التحفظ الذي يلزمة الراى العام الالماني بازاء حوادث انجلترا الداخلية واذا كان صحيحا ان جريدة المانية نشرت صورة تشرشل ودوف كوبرزاتلى مع صوره القاتل اليهودي تحت عنوان "القاتل اليهودي" ومحرضوه فان هذا النشر لايلاقي ارتياحا من الوزارة وسيصحح هذا الخطا وختم الدكتور جوبلز كلامه قائلا انه يتمني تحسين العلاقات بين انجلترا والمانيا وانه يجب في سبيل اعداد جميع المعدات الملائمة ، ومن المقرر ان تحضير حالة نفسية حسنة هو اهم من تحضير الشروط السياسية وينبغى ان تعرف انجلترا ان المانيا اصبحا شريكا وانها لم تعد تلك الامة التى غلبت سنة 1918، ويجب ان يكون من المسلم به ان المانيا طالما اهينت من الناحية النفسية فاذا اصلحت هذه المساوئ فان مرحلة كبيرة نحو الوفاق بين البلدين تم اجتيازها.
يستعرض المقال اشكال اضطهاد اليهود الألمان من اعتقالات ومظاهرات ضد اليهود بالإضافة الى عمليات حرق وسلب منازل اليهود. يعرض المقال ايضاً إجبار النازي لليهود على دفع غرمات بعد الاعتداءات التى اصابت بيوتهم ومتاجرهم.
ارتباطات ذات صلة
السابق: الأهرام ١٤ نوفمبر ١٩٣٨، الجزء الاول التالى: الأهرام ٤ مايو ١٩٤١