الراوي: باريس، عام 1900
أكثر من خمسين مليون شخص
من جميع أنحاء العالم قاموا بزيارة
المعرض العالمي -
وهو معرض كان الغرض منه
تعزيز أكبر للتفاهم والتسامح
بين الدول -
والاحتفال بالقرن الجديد،
والاختراعات الجديدة،
والتقدم المدهش.
لقد بدأ القرن العشرون، بطريقة
تشبه بداية قرننا بصورة كبيرة -
مع الأمل في أن التعليم،
والعلم والتكنولوجيا،
سيمكنهم خلق عالم أفضل،
وأكثر سلماً.
سرعان ما تبع ذلك
حربان مدمرتان.
الطريق الى الابادة الجماعية النازية
الراوي: "الحرب العالمية" الأولى،
من عام 1914 إلى عام 1918
شملت القتال في جميع أنحاء
أوروبا وخارجها.
وأصبحت تُعرَف باسم
"الحرب التي ستُنهي كل الحروب".
وقد ألقت بظلها الثقيل
على عشرات الملايين من البشر.
"هذه ليست حرباً"،
كتب أحد الجنود المصابين إلى أهله.
"إنها نهاية العالم".
نصف الرجال الفرنسيين
من سن 20 إلى 32 سنة عند اندلاع الحرب
اصبحوا أمواتاً بنهايتها.
أكثر من ثلث الرجال
الألمان في سن 19 إلى 22 سنة
قُتِلُوا.
الملايين من المحاربين
أصبحوا مشلولين جسدياً ونفسياً.
التقدم الذي لحق
بالتقنيات القتالية.
تضمن استخدام الغاز السام.
تحت ضغط المذابح
التي لا تنتهي،
سقطت حكومات،
وانحلت إمبراطوريات عظمى.
لقد كانت كارثة أعتمت
نظرة العالم للإنسانية
ومستقبلها.
قال ونستون تشيرشل إن الحرب خلفت وراءها
"عالم مشلول وممزق".
آثار الحرب العالمية الاولى
و صعود النازية
1918-1933
الراوي: إن ذل
هزيمة ألمانيا
والتسوية السلمية التي
تبعتها في عام 1919
سوف يلعبان دوراً هاماً
في صعود النازية
وقدوم "حرب عالمية" ثانية
فقط بعد 20 عاماً لاحقة.
إن أكثر ما صدم الكثيرون في ألمانيا
حول المعاهدة
التي وقعت بالقرب من باريس،
في قصر فرساي،
أن المنتصرين أَملوا
مستقبلاً تكون فيه ألمانيا
محرومة من
أي قوة عسكرية ذات قيمة.
لقد تم تقليص أراضي ألمانيا
بنسبة 13%.
وأجبرت ألمانيا على تحمل
المسؤولية الكاملة
عن بدء الحرب،
وأن تقوم بدفع تعويضات باهظة.
بالنسبة للكثيرين، بما فيهم
العريف السابق بالجيش زي الـ30 ربيعاً،
أدولف هتلر، كان يبدو الأمر
وكأن البلاد
قد "تلقت طعنة من الخلف" -
تعرضت للخيانة من قبل المخربين في الداخل
ومن قبل الحكومة
التي قبلت بالهدنة.
في الواقع، قد سعى الجيش
الألماني بهدوء لإنهاء
الحرب التي
لا يمكن كسبها في عام 1918.
"لا يمكن أن يكون
مليونا ألماني
قد سقطوا عبثاً"،
أدولف هتلر كتب ذلك لاحقاً.
"إننا نطالب بالانتقام!"
لقد تعثر الكثير من المحاربين
والمواطنين الآخرين في فهم
هزيمة ألمانيا
والمستقبل المجهول.
لقد تركت القوات
ميادين الحرب المخضبة بالدماء
وعادت إلى مجتمع
تسوده الحيرة.
شكل جديد وغير معروف من الحكومة
الديمقراطية تم تشكيله -
جمهورية فايمار -
حلت محل الإمبراطورية
المستبدة، وواجه على الفور
تحديات شاقة.
اصطف آلاف الألمان في طوابير
لانتظار العمل والطعام،
في أوائل العشرينات.
لقد مُحِيَت مدخرات
الطبقة المتوسطة
حيث قضى التضخم الحاد
على قيمة العملة.
460 مليار مارك
كان البعض يحرقون النقود كوقود.
استقرت الأحوال الاقتصادية
لعدة سنوات.
ثُم بُلِيَ العالم بالكساد العالمي
في عام 1929.
إنهار النظام المصرفي الألماني،
وقفز معدل البطالة بحلول
عام 1930 إلى 22%
في بلد مصاب
بوباء البطالة،
والشعور بالمرارة لفقدان أراضيه،
وانخفاض الروح المعنوية بسبب
الحكومة غير الفاعلة،
فإن المظاهرات السياسية
كانت تتحول للعنف في أغلب الأحيان.
كان للعديد من الأحزاب وحدات
شبه عسكرية خاصة بها
للهجوم على المعارضين
وترهيب الناخبين.
في عام 1932، قُتِلَ تسعة وتسعون
شخصاً في الشوارع
في شهر واحد.
وقد لعبت دعاية ومظاهرات الجناح
اليميني على الخوف
من أن تمتد الثورة الشيوعية
من الاتحاد السوفياتي.
وظهرت مشكلات اجتماعية جديدة
من تأثير
التصنيع السريع
ونمو المدن.
لقد تغيرت المعايير السلوكية.
ارتفعت معدلات الجريمة.
اصبحت المعايير الجنسية في تغير مستمر.
ولأول مرة،
اصبحت النساء تعملن
خارج المنزل
بأعداد كبيرة،
ومنح الدستور الجديد المرأة
الحق في التصويت.
لقد تعرضت الديمقراطية الوليدة في ألمانيا
لاختبار عميق
بسقوط القيم القديمة
والخوف مما قد يحدث لاحقاً.
لقد كان أدولف هتلر
الزعيم الأوحد
لحزب العمال الألماني القومي الاشتراكي
- المعروف باسم النازي -
منذ عام 1921.
في عام 1923، تم سجنه
بسبب محاولة قلب
نظام الحكم.
إن محاولته هذه أكسبته الشهرة
وجذبت إليه الأتباع.
وقد استغل فترة سجنه لوضع
أفكاره السياسية في كتاب،
Mein Kampf - كفاحي.
تضمنت الأفكار الأيدولوجية لهتلر
التوسع الإقليمي،
وتوطيد وضع الدولة
النقية عرقياً،
والقضاء على اليهود الأوروبيين
وغيرهم من الأعداء
المتصورين لألمانيا.
لقد قضى فقط
فترة عقوبة قصيرة بالسجن،
وبعد رفع الحظر عن حزبه
القومي الاشتراكي،
قام هتلر وأتباعه
بالانضمام إلى المعركة
في الشوارع
وفي الأرياف.
قام الحزب النازي بالتجنيد،
والتنظيم، وأصدر صحيفة
لنشر رسالته.
وبينما أخفوا
الأهداف النازية الأكثر تطرفاً،
قاموا بتوفير حلول بسيطة
لمشاكل ألمانيا.
لقد استغلوا مخاوف الناس،
وشعورهم بالإحباط، وآمالهم.
في أوائل الثلاثينات،
كانت وتيرة تكرار
الانتخابات مُذهلة.
وكذلك كان الحال بالنسبة لعدد الأحزاب
والجماعات المنشقة التي تتنافس على أصوات الناخبين.
لقد أثبت هتلر
أنه منافس ذو شخصية كاريزمية
واستخدم أحدث التقنيات
للوصول إلى الناس.
لقد اكتسب الحزب النازي
تأييداً واسعاً،
تضمن العديد من
أبناء الطبقة المتوسطة -
مفكرين، وموظفين مدنيين،
وطلاب، ومهنيين،
وأصحاب المحلات التجارية والعاملين بها،
الذين دمرهم الكساد.
ولكن الحزب النازي لم يحصل أبداً
على أكثر من 38% من الأصوات
في انتخابات وطنية حرة.
لم يتمكن أي حزب من الحصول على
أغلبية مطلقة،
وفي غياب التوافق السياسي،
لم تتمكن الحكومات المتعاقبة
من حكم البلاد بفاعلية.
لم يتم انتخاب أدولف هتلر
لمنصب معين
ولم يتعين عليه
الاستيلاء على السلطة.
لقد عرضت عليه صفقة في الوقت
الذي بدأ فيه الحزب النازي في فقدان الأصوات.
في كانون الثاني/ يناير عام 1933،
عندما قام بطل الحرب السابق،
الرئيس بول فون هيندنبرغ،
بدعوة هتلر
للخدمة كمستشار
في حكومة ائتلافية،
لم يصدق النازيون
كم هم محظوظين.
لقد كان النازيون ثوريين
يريدون إحداث تحويلات
جذرية في ألمانيا.
السياسيون المحافظون في
الحكومة الجديدة
لم يحبوا هتلر ولم يثقوا به،
ولكنهم كانوا أقل حباً للديمقراطية،
وكانوا ينظرون للأحزاب اليسارية
على أنها تشكل خطراً أكبر.
لقد مدوا أيديهم للنازيين
للمساعدة في بناء أغلبية
في البرلمان.
لقد كانوا على ثقة
من أنهم يستطيعون السيطرة على هتلر.
بعد شهر واحد،
عندما قام حريق متعمد بإلتهام
مبنى البرلمان الألماني،
وجد هتلر وشركاؤه
الوطنيين في الائتلاف
فرصتهم السانحة.
واستغلوا المخاوف واسعة النطاق
من حدوث انتفاضة شيوعية،
وألقوا باللوم على الشيوعيين
في حريق البرلمان،
وأعلنوا حالة الطوارئ.
وَقَّعَ الرئيس هايندينبرغ
مرسوماً يعلق
جميع الحقوق المدنية الأساسية،
والحماية الدستورية،
واضعاً الأساس
للممارسات التعسفية للشرطة.
الجريدة الرسمية للريخ الألماني
الأهداف الأولى للحكومة الجديدة
كانت المعارضين السياسيين.
في ظل مرسوم الطوارئ،
يمكن إرهابهم، وضربهم،
واعتقالهم لأجل غير مُسَمَّى.
قادة الاتحادات التجارية
وقادة أحزاب المعارضة
تعرضوا للاعتقال.
قامت السلطات الألمانية
بإرسال الآلاف -
بما في ذلك أعضاء البرلمان
اليساريين -
إلى معسكرات الاعتقال
المنشأة حديثاً.
بصرف النظر عن إرهاب النازيين
والقمع الوحشي لمعارضيهم،
قبل العديد من المواطنين الألمان
عن طيب خاطر أو دعموا بنشاط
هذه التدابير المتطرفة
لصالح تحقيق الأمن والنظام.
لقد شعر الكثير من الألمان
بأمل جديد وثقة
في مستقبل بلادهم
مع توقع قائد جرئ، وشاب
ذو شخصية كاريزمية.
رئيس جهاز الدعاية النازي
جوزيف غوبلز
خطط للفوز على أولئك الذين
مازالوا غير مقتنعين.
غوبلز: [يتحدث الألمانية]
يجب على المرء أن يحكم بشكل جيد، والحكم الجيد يتطلب ممارسة الدعاية- البروبجاندا- الجيدة. انهما يعملان معاً. حكومة جيدة من دون دعاية جيدة لا يمكن لها الاستمرار كما هو الحال مع الدعاية الجيدة من دون حكومة جيدة.
الراوي: تحدث هتلر إلى الـ SA – جيشه
من قوات الصاعقة.
هتلر: [يتحدث الألمانية]
ألمانيا قد استيقظت! لقد فزنا بالسلطة فى ألمانيا والان يجب علينا ان نفوز بالشعب الألماني
بناء "المجتمع القومى"
1933-1936
الراوي: مراسم إعادة
إفتتاح البرلمان -
بترتيب من قبل
جوزيف غوبلز -
عمدت إلى ربط
حكومة هتلر
بالماضي الإمبراطوري الألماني
وإظهار النازيين
على أنهم المنقذون
لمستقبل البلاد.
لقد تم ترتيب الحدث بعناية
لبث الطمأنينة في المؤسسات
الألمانية -
بما في ذلك الجيش -
على أن هتلر سوف يحترم تقاليدهم.
نشرات الأخبار التي تسيطر عليها النازية
أعطت وقتئذِ الانطباع بأن
الجيش يساند الحكومة الجديدة.
ورغم أن هتلر مشى خلف الرئيس
المخضرم هايدينبيرغ
في الوقت الراهن، ألا إن المستشار
الجديد سيصبح قريباً
الدكتاتور المُطلق.
المعلق: إن اليوم مُكرس لألمانيا الجديدة.
ووقف أكثر من مئة ألف
من أطفال المدارس،
جنباً إلى جنب،
حيث كانت السيارة التي تحمل
الرئيس العجوز والمستشار
تشق طريقها وسط الحشود
لتصل إلى منصة المتحدثين.
سواء كنت موافقاً على فكره
أم لا،
فلا بد من التسليم بأن قيادة هتلر
وحدت الشعب الألماني للمرة الأولى
منذ الحرب.
إن حماستهم التي كادت تصل
لحد التعصب
أصبحت أعجوبة
للعالم بأسره....
الراوي: ظل هيندينبرغ رئيساً
حتى وفاته في آب/ أغسطس عام 1934.
مع رحيل هيندينبرغ، قام هتلر -
بالاتفاق مع الجيش -
بإلغاء منصب الرئيس،
مُعلناً نفسه الفوهرر،
ومستشار الرايخ،
قائد البلاد ورئيس الحكومة.
الآن لا توجد سلطة أعلى منه
أو بجانبه.
على الفور، قامت القوات المسلحة
بحلف يمين الولاء
لأدولف هتلر.
حشود: [تتحدث بالألمانية]
أقسم بالله هذا القسم المقدس أن أطيع بدون قيد او شرط الفوهرر أدولف هتلر
الراوي: قام جميع الموظفين العموميين،
بما في ذلك المعلمون ورجال الشرطة،
وأعضاء البرلمان والسلطة القضائية،
بحلف يمين الولاء –
ليس للدستور -
ولكن لهتلر كفوهرر للأمة الألمانية.
كان الاقتصاد قد هبط
إلى مستوى الحضيض
عندما وصل النازيون إلى السلطة.
لقد قاموا بتعزيز التعافي الاقتصادي
بمشروعات ضخمة للأشغال العامة
للعاطلين عن العمل.
نشرة اخبارية: [تتحدث الألمانية]
نصف مليون من الرفاق –الشعب- قد عادوا الى العمل هذا العام. منذ الوصول الى السلطة انخفض معدل البطالة الى أكثر من النصف
الراوي: هتلر يدشن
الطرق السريعة الجديدة
في استعراض للإرادة الوطنية
التي ستُوحد البلاد
وستُسهل
التوسع السري
للقوات المسلحة الألمانية.
في عام 1935، تحدت ألمانيا علناً
معاهدة فرساي لعام 1919
باستدعاء الاحتياطي
وزيادة قوتها العسكرية.
لقد أوفى النازيون بوعودهم
المتعلقة بإعادة بناء الأمة وتقويتها.
لقد شجعت إنجازاتهم
الكثير من الناس
على تجاهل السياسات
النازية المتطرفة
أو حتى القيام بدعمها.
في أيلول/ سبتمبر من عام 1935،
اجتمع الحزب النازي في مدينة
نورينبرغ من أجل مسيرته السنوية.
أُفتُتِحَ بالنشيد الوطني التقليدي
الذي أضاف شعوراً بالجدية والإحساس
باستمرارية الماضي.
وانتهى بجلسة خاصة للبرلمان
بعيداً عن برلين.
تم تقديم قوانين عنصرية جديدة
بواسطة هتلر
وقرأها رئيس البرلمان،
هيرمان غورينج.
غورينج: [يتحدث بالألمانية]
الجنسية الألمانية تقتصر على الأشخاص من الدم الألماني او ماشابه. يحظر الزواج بين اليهود و المواطنين الألمان او ماشابهم بالدم ]هتاف تأييد]
الراوي: يهدف النظام النازي إلى خلق
ألمانيا نقية عرقياً والتي تتسم
بما يسمى بالصفات المتفوقة
التي ستجعلها مناسبة تماماً
لقيادة القارة الأوروبية بأسرها.
لقد دَرَّسَت النازية أن
الصراع العرقي
هو القوة الدافعة
في التاريخ:
فالأجناس "المتفوقة" يجب أن تحارب
الأجناس "المتدنية"
وإلا ستفسد بسببهم.
إن مفهوم النازية للمجتمع
القومي كان حصرياً
ويعتمد على العرق – كما هو مُحدد
في القوانين والمراسيم الجديدة.
لقد قام هينريش هيلمر، وجهاز الـ SS
بقيادة المعركة الأيدولوجية.
تم تدريس الأفكار العنصرية
في المدارس.
بعض الجماعات، مثل اليهود،
والسلافيين، والسود، والروما -
الذين يُسمون أيضاً بالغجر،
وُصِفُوا بأنهم متدنيين عنصرياً.
الأشخاص المعاقين عقلياً أو بدنياً
وُصِفُوا بأنهم
"لا يستحقون الحياة".
فيلم الدعايا النازي
وقام العلماء والمهنيين الطبيين بتطبيق
نظريات علمية زائفة
لقياس وتقييم الخصائص العنصرية.
من مواطنين الى منبوذين
1933-1938
الراوي: قبل تولي النازيين السلطة،
تمتع اليهود بجميع حقوق
المواطنة في ألمانيا.
بعد عام 1933، قامت الحكومة
الألمانية تدريجياً
باستبعاد اليهود من الحياة العامة
والتعليم العام -
المدارس اليهودية
الخاصة حديثة الإنشاء
وفرت بيئة تعليمية آمنة للبعض.
بحلول عام 1938، قامت السلطات الألمانية
بعزل وفصل يهود ألمانيا،
واستبعدتهم من المهن
وقضت على معظم الفرص
لكسب العيش.
للآريين فقط
لليهود فقط
دكتور آري
طبيب عام
دكتور آري
ذكريات الشباب اليهودى
ستاينهارد: لقد كان شعورنا هكذا - لماذا لا نكون جزءاً مما يحدث؟
لماذا لا يمكننا ذلك؟ لقد قال الجميع،
"هايل هتلر" بهذه الطريقة .
أنا أيضاً فعلت.
ماذا كنت أدرك وقتها؟
كنت في الثامنة من العمر.
قالت لي والدتي، "ليس من المُفترض
أن تقومي بذلك".
فقلت لها، ولما لا؟
فقالت، "ألم يتم إخباركِ بأنك يهودية؟"
فقلت، "آه، لقد نسيت".
الراوي: سوف يحصل يهود ألمانيا
على كثير من التذكيرات.
مكبر الصوت: [حديث بالألمانية]
السيدات و السادة، هذة هى المقاطعة للمحلات اليهودية. الرجاء مواصلة التحرك
ستيرن: هذا الاحساس بالعزلة الذي
حَل علينا بعد عام 1933،
تدريجياً، ثُم أخذ في الازدياد،
أثر علينا أيضاً نفسياً.
كنا نعرف أننا في عالم مُعادٍ.
4000 سنه حرب
اليهود هم لعنة علينا
الراوي: بين عامي 1933 و1939،
قامت الحكومة الألمانية
بسن مئات القوانين لتحديد، وفصل،
وإفقار اليهود الألمان.
المقاعد الصفراء هى لليهود
اليهود غير مرغوب بهم هنا
من يشترى من اليهود هو خائن للأمة
هاس: أنا وأختي كنا نتسلل خلسة
بجوار تلك اللافتات الضخمة
التي كانت منتشرة في جميع أنحاء المدينة.
وكنا نحاول فقط عدم رؤيتها،
مُعتقدين أننا إذا لم نراها،
فهي ليست موجودة.
لكن تلك اللافتات كانت موجودة هناك بالفعل.
إنها، شيئاً فشيئاً،
أصبحت تطغى على كل شيء.
ستريشير: [يتحدث بالألمانية]
.... بدون حل للمسألة اليهودية، لن يكون هناك خلاصاً للإنسانية
الراوي: لقد كان هدف الدعاية النازية
هو تشويه صورة اليهود
وتشجيع الألمان على النظر لليهود
على أنهم غرباء يمثلون خطراً عليهم
ويعيشون بينهم.
اليهود هم لعنة علينا
بعد عام 1935، معاداة السامية اليومية
كانت جزءاً معتاداً
من مسيرات وعربات الكرنفال.
وقد عززت العروض العامة
لمعاداة السامية
المناخ المعادي تجاه اليهود في ألمانيا،
أو على الأقل،
اللامبالاة بطريقة التعامل معهم.
الكاذبون من الصحف العالمية
يهودى
في آذار/ مارس من عام 1938، تحركت
القوات الألمانية داخل أراضي النمسا المجاورة.
انتهكت ألمانيا
شرطاً آخر من شروط معاهدة فرساي،
حيث تم ضم بلد هتلر الأصلي إلى ألمانيا.
لقد كانت كارثة بالنسبة لليهود النمساويين.
في خلال عام واحد،
حقق النازيون في النمسا
ما استغرق خمسة أعوام لتنفيذه في ألمانيا.
في يوم 9 تشرين الثاني/ نوفمبر،
دبر الحزب النازي اندلاع
أعمال عنف ضد اليهود في جميع
أنحاء ألمانيا الكبرى.
لقد كان هجوماً غير قانوني
أغضب العالم.
وأثار انتقادات النظام من قِبل
العديد من الألمان.
رجال الأعمال اليهود
الذين عانوا بالفعل
من الهجمات المعادية للسامية،
اصبحوا مُستهدفين عمداً
بأعمال تخريبية متخفية تحت عباءة
عمل عام عفوي.
قام مسؤولو الحزب بتوجيه جهازي
الـ SA والـ SS وشباب هتلر
لتدمير المحلات اليهودية وإشعال
النيران في المعابد اليهودية.
لقد تعرض أكثر من 7000 محلاً تجارياً
مملوكاً لليهود للتخريب.
لقد سمى الألمان هجمات العنف
هذه "Kristallnacht" -
ليلة الزجاج المكسور -
نظراً للنوافذ المحطمة الخاصة
بالمحلات المملوكة لليهود
والتي تناثرت في الشوارع.
أعمال العنف التي انتشرت في جميع
أنحاء البلاد أتلَفَت أو دمرت
أكثر من 250 معبد يهودي.
هاس: بعد ليلة الزجاج المكسور،
أتذكر قيادتي لسيارتي عبر
شوارع برلين ورؤية
المعابد اليهودية مشتعلة،
والزجاج المحطم في الشوارع،
والناس – محتشدين ويشعرون بالاكتئاب.
كانوا يطوفون مثل الضحايا،
مثل الفرائس.
الراوي: لقد ملأت الشرطة الألمانية
معسكرات الاعتقال
بالآلاف من السجناء اليهود.
وكان جهاز الـ SS يفرج عنهم
فقط إذا وافقوا على الهجرة.
ولكن اليهود واجهوا سياسات متشددة
بصورة متزايدة بشأن حصص الهجرة
في معظم البلدان، كما واجهوا
العقبات البيروقراطية في ألمانيا.
لقد صدر قانون جديد في تشرين الأول/ أكتوبر 1938
يُطَالِب اليهود بتسليم جوازات
سفرهم القديمة،
والتي ستكون صالحة
فقط بعد ختمها بختم يحمل الحرف "J".
بعد ذلك بشهرين،
صدر قانون آخر بمنع سفر
رؤوس الأموال المملوكة لليهود،
عندما قامت وزارة الاقتصاد
بتجميد جميع الممتلكات
والأصول اليهودية.
الكثير ممن توفرت لديهم الوسائل
وتوفر لديهم المكان الذي يذهبون إليه
حاولوا مغادرة ألمانيا.
بعض العائلات أرسلت
أطفالها بمفردهم.
إلى دول أخرى، أكثر أماناً.
لم يعرفوا وقتئذٍ متى سيصبح
العالم في حرب.
الحرب العالمية الثانية و الهولوكوست
الراوي: بعد قيام النظام النازي بتطبيق
هدفه بعيد المدى بالتوسع الإقليمي،
العدوان ضد جيران ألمانيا نجح مبدأياً
بدون مواجهة مقاومة مسلحة.
لقد اعتمد هتلر على ممانعة
بريطانيا وأوروبا
عن التدخل، خوفاً من نشوب
حرب أخرى.
الاحتلال الألماني لبراغ
– عاصمة تشيكوسولوفاكيا -
لم يدع مجالاً للشك بأن ألمانيا عازمة
على الغزو العسكري
لأوروبا الشرقية.
في 1 أيلول/ سبتمبر، 1939،
قامت قوات ألمانية ضخمة
بغزو بولندا والسيطرة
عليها خلال شهر.
كان ذلك بداية الحرب العالمية الثانية.
في نيسان/ أبريل 1940، احتلت ألمانيا
الدنمرك والنرويج.
في أيار/ مايو، هاجمت القوات
المسلحة الألمانية فرنسا،
وهولندا، ولكسمبورغ، وبلجيكا.
في حزيران/ يونيو، سقطت باريس
واستسلمت فرنسا.
الانتصار السريع
وغير المتوقع على فرنسا
انتقم لهزيمة وذل ألمانيا
في الحرب العالمية الأولى.
إنها دفعت بهتلر إلى مستوى
جديد من الشعبية والثقة
وسط الشعب الألماني.
في حزيران/ يونيو 1941، قام الجيش الألماني -
بقوات قوامها أكثر من ثلاثة
ملايين جندي -
بغزو الاتحاد السوفياتي
لشن حرب إبادة
استهدفت عشرات الملايين من المدنيين.
وفي ظل ظروف الحرب
والاحتلال العسكري،
تمكن النظام النازي من مواصلة
أهدافه السياسية والعنصرية
بإجراءات أكثر تطرفاً.
وبينما تقدمت القوات الألمانية
نحو أوروبا الشرقية،
امتدت قوة ألمانيا أكثر لتسيطر على ملايين
آخرين من السكان اليهود
في الأراضي المحتلة، حيث يمكن
للسلطات الألمانية استغلال
المواقف المعادية لليهود الموجودة
بين السكان المحليين.
في أنحاء أوروبا الشرقية،
أجبرت السلطات الألمانية أولئك
المصنفين كيهود في مناطق مزدحمة
وضيقة تسمى الحي اليهودي "غيتو".
بعد أن تم فصلهم عن السكان
من غير اليهود،
عاش اليهود في أحياء "الغيتو"
مسجونين خلف حوائط من الطوب
والأسلاك الشائكة.
إن تحرك الألمان شرقاً
أُعتُبِرَ على أنه حملة صليبية
ضد اليهودية والشيوعية -
اللذان يشكلان، من وجهة نظر النازية،
وجهين لنفس الشر.
لقد عامل الجنود الألمان
ومسؤولو الشرطة
أسرى الحرب السوفييت على أنهم
أشباه بشر،
فكانوا إما يُطلقون عليهم النار
أو يتسببون في موتهم عن عمد
عن طريق تعريضهم للعوامل الجوية القاسية
أو عن طريق التجويع.
مات الملايين ممن كانوا في
قبضة الألمان.
على الجبهة الشرقية،
كانت التعليمات السياسية العنصرية
تشكل جزءاً من التدريبات
المُعتادة لجميع أنواع
قوات الاحتلال الألمانية.
المؤامرة اليهودية
أشار هينريش هيملير، رئيس جهاز الـ SS
إلى الحرب ضد
الاتحاد السوفياتي في خطاب لرجاله:
"إن هذا الغزو هو معركة أيدولوجية
وصراع بين الأعراق.
"هنا فى هذا الصراع تقف الإشتراكية القومية -
"أيدولوجية تقوم على أساس قيمة
"دمائنا الألمانية، الأريية .....
"على الجانب الآخر، تقف مجموعة
سكان قوامها 180 مليون من البشر،
"مزيج من الأعراق التي
يتعذر نطق أسمائها،
"وخلقتهم البدنية
"تجعل المرء يطلق النار عليهم
دون الشعور بالشفقة أو الرحمة...."
في تموز/ يوليو 1941، قام هيرمان جورينغ -
الرجل الثاني في القيادة بعد هتلر -
باعتماد جميع الاستعدادات اللازمة
من أجل "الحل الأخير للمسألة اليهودية"
في الأراضي الأوروبية الخاضعة
لسيطرة ألمانيا.
الحل النهائى للمسألة اليهودية
وبينما تقدمت القوات
العسكرية الألمانية،
تقدمت معها فرق القتل المتنقلة.
الجيش الألماني، وجهاز الـ SSالعسكري،
ووحدات الشرطة الألمانية
شاركوا جميعاً بنشاط
في عمليات القتل الجماعي المُباح.
قام الألمان وشركائهم
بمحاصرة الضحايا،
واقتيادهم سيراً على الأقدام أو
في شاحنات إلى موقع القتل،
لقد جعلوهم في معظم الأحيان
يخلعون ملابسهم،
وقاموا بإطلاق النار عليهم.
المشاركون في جرائم القتل تضمنوا
متعاونون محليون -
خاصة الشرطة -
في لاتفيا، وليتوانيا، وإستونيا،
وأوكرانيا، وبيلاروسيا.
قامت فرق القتل الألمانية
ومساعدوها بقتل
مليوني يهودي على الأقل
من الرجال، والنساء، والأطفال
في عمليات إعدام جماعي رمياً بالرصاص.
أما في ألمانيا نفسها، قام جهاز الـ SS،
والشرطة بترحيل ما تبقى من اليهود
إلى المناطق الشرقية المحتلة.
في وارسو الخاضعة للاحتلال الألماني،
الغيتو المسوّر
الذي دخله اليهود الألمان كقادمين
جدد في عام 1942 كان بالفعل
مكاناً للمعاناة الجماعية
نظراً لأنه كان مُكتظاً بشكل رهيب،
مع قلة المرافق الصحية، والأمراض
والجوع الذي تم فرضه بواسطة الألمان.
بصرف النظر عن جميع
جهود المساجين اليهود
لإيجاد طرق للنجاة والحفاظ
على مجتمعاتهم،
أدت هذه الظروف على نحو
متزايد إلى موت
عشرات الآلاف.
الفئة الأكثر ضعفاً كانت
الأطفال اليتامى.
فى البداية قامت سلطات الاحتلال الألمانية
أصلاً بإنشاء أحياء اليهود "الغيتو"
لاعتقال اليهود في مكان واحد
وفصلهم عن السكان من غير اليهود.
في وقت لاحق من الحرب، خدمت
الأحياء اليهودية كأماكن إعداد
لنقل اليهود إلى الشرق،
وهي العملية التي سُميَت مجازاً
بـ "إعادة التوطين" من قِبل الألمان،
الذين وعدوا أسراهم بظروف أفضل
وفرص للعمل.
لقد تحمل الناس معاناة
لا يمكن تصورها
في رحلات استمرت لأيام،
بدون طعام، أو ماء، أو دورات مياه.
لقد مات العديد من الضعفاء،
والصغار، والمُسنين
قبل الوصول إلى وجهتهم.
قام الألمان والمتعاونون معهم
بترحيل حوالي 2,7 مليوناً
من اليهود وغيرهم
إلى مراكز القتل في بولندا
المحتلة من قِبل الألمان.
في أكبر تلك المعسكرات،
أوشفيتز – بيركيناو، وصلت شُحنات
البشر من جميع أنحاء أوروبا.
صوت الناجية من اوشفيتز ليلي مالنيك
مالنيك: الشُحنات كانت تصل كل يوم،
أناس يتحدثون مختلف اللغات -
مجريون، وبولنديون،
وتشيكيون، وأناس من هولاندا،
ومن فرنسا، ومن بلجيكا،
ومن ألمانيا، ومن إيطاليا،
وروس -
لقد كانوا من كل مكان.
صوت الناجي من اوشفيتز نوربرت
فولهايم: لقد كانت زوجتي
تلوح لي بطريقة ما،
وكانت هذه آخر مرة رأيتها فيها.
صوت الناجية من اوشفيتز فريتزى فريتزشال
فريدزشيل: الرائحة، غرف الغاز.
عندما سألت، "متى سأرى أمي؟" -
أطلعوني على الدخان.
هذه هي الطريقة التي اكتشفت
بها أين ذهبت.
صوت الناجى من اوشفيتز ارنست كونيج
كوينيغ: لقد استغرق الأمر وقتاً
طويلاً حتى بدأت أدرك
إننا محكومٌ علينا بالموت – جميع
اليهود محكوم عليهم بالموت.
الراوي: أولئك الذين قرر جهاز الـ SS
بعدم قدرتهم على العمل
تم قتلهم، غالباً في خلال ساعتين
أو ثلاث ساعات من وصولهم.
أولئك القادرون على العمل يتم
استخدامهم للعمل بالسخرة
في ظل ظروف عقابية.
وعندما يصبحون غير قادرين على العمل،
كان يتم قتلهم، هُم أيضاً.
في العديد من منشآت القتل،
التي صُممت حصرياً
لقتل البشر على نطاق صناعي،
تم السماح للمعسكرات
باستخدام الغاز السام
لقتل الأطفال، والنساء، والرجال.
في مراكز القتل هذه،
مات ما يقرب من نصف
ضحايا الهولوكوست.
معسكري ماجدانيك وأوشفيتز
كانا من أول المعسكرات التي تم تحريرها
عندما وصلت القوات السوفياتية إلى بولندا.
إن خبر تحرير معسكر ماجدانيك
في صيف عام 1944
قُوبِلَ بعدم التصديق.
قالت صحيفة نيويورك هيرالد ترابيون،
"ربما يتعين علينا الانتظار
لمزيد من التأكد.....
"إن ذلك يبدو غير معقول".
في نيسان/ أبريل 1945، عثرت
القوات الأمريكية في ألمانيا والنمسا
على معسكرات اعتقال في
بوشينوفالد، وداخاو، ونوردهاوسين،
وماوثهاوسينن وأوردروف.
لقد رأى الجنود المعسكرات
بأم أعينهم،
وكانت الحقيقة لا يمكن إنكارها.
الجنرال دوايت آيزينهاور،
قائد قوات الحلفاء للتحرير، كتب:
"إن الأشياء التي رأيتها
تفتقر للوصف...
"الأدلة المرئية والشهادات
الشفوية حول التجويع،
"القسوة والهمجية كانت....طاغية..."
في دور العرض الأمريكية،
نقلت نشرات الأخبار
شهادات الآلاف الآخرين.
قال أحد المعلقين: "يتعين أن نخبر
أجيال المستقبل بأنه:
"ذات مرة فعل الإنسان هذه الأشياء
بإخوته من البشر.
"لقد حدث ذلك في القرن العشرين
"الحضارة عادت إلى الهمجية
خلال إثني عشر عاماَ".
لقد عمت الصدمة على المعسكرات
بينما كانت قوات التحرير تحاول
فهم ما وجدته.
معسكر بيرغن –بيلسين
تم تحريره بواسطة القوات البريطانية
قام الجنود بكل ما في وسعهم
للعناية بالموتى ودعم الأحياء.
أولئك الذين نجوا
واجهوا مهمة بطيئة لاستعادة كرامتهم
والعودة -
بطريقة ما -
إلى الحياة.
لقد أعتمت الهولوكوست وجهة نظر العالم نحو الإنسانية ومستقبلنا. وبينما يتعثر على العالم فهم ما حدث، كانت هناك حاجة لظهور كلمة جديدة هى: الإبادة الجماعية، لوصف هذه الجريمة – جرائم أُرتُكِبَت بواسطة أناس عاديين من مجتمع لا يختلف عن مجتمعنا.
الفيلم الجديد المقّدم من المتحف والذى يعرض لمحة موجزة عن الهولوكوست وما الذى جعلها ممكنه. بأستخدام لقطات نادرة. يتناول الفيلم صعود و احتكار النازي للسلطة كما يعرض ايضاً الأيديولوجية العنصرية، الدعايا النازية، و اضطهاد اليهود واخرين من المدنيين الابرياء. كما انه يؤجز الطريق الذى سلكه النازي بقيادة الدولة الى الحرب، و بمساعدة المتعاونين معه قام بالقتل المنظم لما يقرب من 6 ملايين يهودى. 38 دقيقة تهدف الى اثارة التفكير و النقاش عن دور الاشخاص العاديين و المؤسسات و الشعوب فى الفترة ما بين 1914 الى 1945
أنتجت الترجمة باللغات العربية، الصينية، الانجليزية، الفرنسية، الروسية و الاسبانية بالشراكة بين متحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة الامريكية و برنامج الامم المتحدة للتوعية.
هذا الفيلم خاص بالمشاهدين الكبار. توجد أجزاء محددة قد تكون غير ملائمة للصغار